تعرف المناطق الصحراوية بمناخها الحار جاف والذي يتصف بارتفاع في درجة الحرارة في فصل الصيف وانخفاضها في فصل الشتاء وبالتغيرات اليومية الكبيرة في درجة الحرارة، وبانخفاض الرطوبة النسبية ومعدل سقوط المطر. ومن مظاهر هذا المناخ هبوب الرياح المحملة بالغبار او ما يعرف بالعواصف الرملية. يؤثر هذا المناخ القاسي على المنشآت بشكل كبير، الأمر الذي يدعو إلي ايجاد تصاميم واعتبارات ومعالجات خاصة وذلك لجعلها أكثر تحملا واستدامة.  أن الحرارة العالية وانخفاض الرطوبة النسبية والرياح المحملة بالغبار وكذلك اشعة الشمس المباشرة كان لها بالغ الأثر في حدوث انهيارات في طبقات رصف الطرق وهذا ما أكدته العديد من الدراسات السابقة. كما ان هذه المؤثرات المناخية تؤثر سلبيا على خواص المواد الداخلة في صناعة المنشآت مما يجعلها معرضة للعديد من الاضرار الانشائية والوظيفية. ومن امثلة ذلك منها التشققات التي تتعرض لها المنشآت الخرسانية والرصف الاسفلتي و ما ينتج عن ذلك من نظام حراري سلبي في المباني لا يحقق الراحة المطلوبة للمستخدمين ، خاصة وان  طرق تصميم المباني في تلك الاقاليم لم تأخذ في الاعتبار الأهمية البالغة للمناخ في عملية التصميم.

وانطلاقا من الأهمية البالغة لموضوع التاثيرات المناخية في المناطق الصحراوية وبالنظر لقلة الدراسات والابحاث العلمية في هذا المجال ولمواجهة هذه التحديات، جاءت فكرة عقد مثل هذه المؤتمرات من قسم الهندسة المدنية ، بكلية العلوم الهندسية والتقنية بجامعة سبها (سابقا)، والتي توجت بعقد المؤتمر الأول للتشييد في المناطق الصحراوية عام 2008، وعقد المؤتمر الثاني بجامعة الرفاق عام 2021 ، وعقد المؤتمر الثالث بجامعة الجفرة عام 2023. وها هو المؤتمر الرابع يستضاف من قبل جامعة وادي الشاطئ في أكتوبر من العام القادم 2025، وذلك شعورا منها بأهمية وضرورة التركيز على هذه المواضيع المهمة، حيث ان القسم الاكبر من الاراضي الليبية هي اراضي صحراوية او شبه صحراوية وسيتم في هذه الدورة التركيز على تأثير الظروف الصحراوية على الطرق بصفة خاصة ،  والمباني بصورة عامة ودراســــــــــــة الأســــــباب الموضوعية التي تؤدي إلى حدوث تدهور في المنشآت وتقديم بعض المقترحات والحلول الناجعة لمعالجة المشاكل الفنية والحد منها مستقبلا.